السبت، 12 مايو 2012

انا ناشط سياسي.. إذاً انا موجود

هزُلت.. هذا اقل ما يقال في ما نراه اليوم في الوسط الشبابي الذي يُفترض أنه يناضل من أجل بناء مجتمع جديد أو وطن الحداثة والحرية، فكثير من الشباب الذين يخوضون معترك الحراك السياسي والاجتماعي تحت شعارات الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية هم في الواقع اشخاص انتهازيون ووصوليون، ما يلبثون ان ينقلبوا على ذاتهم عند توليهم مسؤولية معينة حتى وإن كانت قيادة مجموعة محتجين.

الحديث هنا عمن يتخذون لأنفسهم صفة {الناشط السياسي} أو {الناشط الاجتماعي} أو { الناشط الاكاديمي}، وليس موجهاً للاغلبية الصامتة التي هي من صنع ويصنع ثورات الربيع العربي بمجرد وصولها إلى الساحات والهتاف ضد الاستبداد.. اما الناشطون فإنهم سرعان ما يتجهون باتجاه تمركز وسائل الاعلام بهدف التصريح والتصريخ والتصييح على الشاشات او عبر الصحف،بعضهم {فول ميك أب} والبعض الآخر أنيق اللباس و{ما بدو رتوش}، ويبدء هؤلاء بتضييع البوصلة وبحرف الثورة عن مسارها عبر تغليب رأيهم على رأي الاكثرية دونما اي احترام لرأي الآخر.. وعندما تأتي لتقول انهم لا يمثلونك وانهم يمثلون انفسهم، سرعان ما تجدهم يتحولون إلى ديكتاتور شرس يحاول ان يقنعك {غصب عنك} ان كلامه هو الصواب ويحاول اسكاتك بالقوة ويتهجم عليك ويعلو صراخه في المكان كي يشوش عليك ويجلب الاهتمام لنفسه بانه { ابو رب الثورة}..

وفي مكان آخر، يحاول هذا الناشط ان يسوق لنفسه في وسائل التواصل الاجتماعي عبر بث صوره وهي في النشاط أو الحراك الشعبي، ويبدو في الصورة وكانه القائد.. ومن دونه لا حراك ولا من يحرِّكون.

والأنكى من هذا كله ان هذا الناشط السياسي، كما يحب ان يطلق على نفسه، يبدأ بالسعي إلى تولي مهام في التيار الذي ينتمي إليه، ويحارب {أبو ربا} بشتى الوسائل {اللاديمقراطية} وباتباع اساليب المافيات للوصول إلى هدفه {الوصولي}. ويا ويل ويلكم ماذا ستلقون منه إن لم يحصل على مبتغاه، ويا ويل ويلكم إذا وصل إلى مبتغاه.. حينها تكون الكارثة.. إذ إنه سرعان ما يتحول إلى مستبد فكري، {رأيي أو لا أحد} ولا يترك لك مجالاً حتى للنقاش، أو يحول النقاش الديمقراطي إلى صراخ وجدل عقيم وجحيم شتائم وكلام مبتذل.

هدف الكلام.. إذا كل ناشط سياسي أو اجتماعي بدو يصير رئيس أو مرشح فـ طز بالحراك وبالسياسة وبالمجتمع ورحم الله امرء عرف حده فوقف عنده..