الأربعاء، 10 مايو 2017

عيون - أضواء على المجتمع.. وقضية للنقاش

يعج المجتمع اللبناني بمشكلات جمة ناجمة عن آثار الحرب الأهلية التي لم يخفت وهجها بعد، لاسيما مع استمرار البعض بسكب وقود الطائفية على الرماد الحامي. كما ان للأزمة السورية وفضاعاتها وما نراه من مشاهد القتل الوحشي وقطع الرؤوس والتهجير، وأزمة اللاجئين في لبنان والذين اصبحوا يشكلون ضغطاً كبيراً على دولة صغيرة بمساحتها ومواردها ما يهدد بـ"أم القنابل" الاجتماعية التي إذا ما انفجرت فستعيد لبنان إلى أتون الحرب الأهلية والإقتتال الداخلي.

 وفي خضم هذا المشهد فإن الجبل وبالتحديد البيئة الاجتماعية لطائفة الموحدين الدروز هي من أكثر المتأثرين بهذه الأزمة من نواح عديدة كونها مجتمع له من الخصوصية ما له ومن التقاليد والعادات والتزمت الديني والعشائري والمناطقي، والذي لا يزال يمثل سمة أساسية لأهل الجبل رغم التطور والانفتاح الحاصل وما حققته ثورة الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائطها المتعددة والتي باتت في متناول جميع الفئات العمرية والمجتمعية (اي ما يعرف لدى اهل التوحيد بالعقّال والجهّال)، وهنا لا بد من الاشارة إلى أن توصيف العقّال والجهّال هو توصيف نسبي ولا ينطبق على الجميع من الفئتين، فكم من عاقل في الشكل جاهل في المضمون والعكس صحيح.

ومن هنا سأنطلق إلى أمور أخرى متشعبة ومتشابكة، بناء على ما يشهده الجبل من حالات قتل للنفس إنتحاراً ام اعتداء ام من رصاص طائش، يضاف اليها حالات الطلاق وحالات ارتفاع معدلات العنوسة بين الذكور والاناث، وارتفاع وتيرة الانفلات الامني والاخلاقي والفكري، وكلها تشكل غرزة سكين حاد في خاصرة أهل الجبل وبالتحديد الفئة العمرية الشابة التي وجدت نفسها في واد سحيق بين جبلين شاهقين الأول هو التزمت والانغلاق الفكري والديني والثاني هو التطور وما يرافقه في بعض الأحيان من إنعدام للضوابط التي ينتج عنها انفلات كبير يدمر القيم الإنسانية. 

وفي هذا السياق لا بد من إعادة تعريف للقيم الانسانية ومطابقتها على عصرنا الحالي مواكبة للتطور وخروجاً من مجاهل القرون الوسطى التي تخنق شبابنا وبناتنا الذين باتوا يعيشون في انفصام بين الجامعة والبيت وما بينهما من شوارع يتقن لغتها شبان مهووسون ومتعطشون لممارسة ابشع انواع التعدي على الخصوصيات وعلى الحرمات دون رادع امني من الدولة، وبتغطية من الوازع القبلي الذي يغدق عليهم بالمال مقابل الولاء ويؤمن لهم حصانة عبر أزلامه في بقايا شبه الدولة المسروقة. 

فبناتنا اصبحن عرضة للتحرش اللفظي والنظري والعملي من قبل هؤلاء، وعلاوة على هذا الاغتصاب الشوارعي يُغتصبن في المنزل بحجة المحافظة والتقاليد والسمعة وغيرها من سيمفونيات العزف القبلي المقيت الذي كانت عاداته وأد البنات. وفي الناحية المقابلة ايضاً نجد فتيات لعوبات مغرورات طغى قبحهن الداخلي على جمالهن الخارجي، فتراهن يتكبرن على الناس ويتستضعفن من يقول لهن كلمة طيبة او يعبر لهن عن حب دونما اي تأنيب ضمير، ويتصرفن بطرق جارحة للمشاعر غير آبهات بما ينتج عن ذلك من أثر نفسي على بعض الشبان. حتى أن انفصام بعضهن بشخصيتين او ثلاث او ربما أربع تجعل من اي شاب أسير مزاجهن المتقلب. وتتكرر هذه الظواهر مع انتشار وسائل التواصل بحيث ان لي انا شخصياً تجارب عديدة في هذا السياق كما اني سمعت الكثير عن تجارب لأصدقائي من الجنسين. فعلى سبيل المثال لا الحصر، اضفت فتاة على حسابي في الفيسبوك لإعجابي بما تكتبه من آراء حول عدة مواضيع ذات الاهتمام المشترك، وعند اول حديث بيني وبينها فوجئت بسؤالها لي:"بشو عم تحس"، ورغم اني لا اعرفها جيداً الا ان إحساسي دفعني مباشرة إلى حذفها، فليس كل تعارف على مواقع التواصل يعني احساسا ايجابيا او سلبيا وليس كل احساس يعني تواصلا، والاعجاب لا يعني الغرام والعزوبية لا تعني البحث عن شريك عبر تصفح الصور الخادعة في اغلب الاحيان، ورفض الآخر لك لا يعني نهاية العالم وتفضيل الانتحار، فالخيارات لديكَ او لديكِ متاحة بشكل اكبر من ما تتوقعه (تتوقعينه)، والصداقة الافتراضية لا تعني في الغالب صداقة على ارض الواقع، والاعجاب الفيسبوكي لا يعني اعجاب وانجذاب روحي وجسدي وعقلي، كله يبقى في اطار الشبكة العنكبوتية الافتراضية وقد لا يتطور حتى إلى لقاء على ارض الواقع. 

أنتقل إلى موضوع آخر، هو السادية في التعاطي بين الشاب والفتاة إذا ما تعلق الامر بتخطيط إلى زواج، فالفتاة واهلها لا يراعون اي ظروف يمر بها الشاب، واصبحت المظاهر والبذخ عليها اهم من اي عقد روحي وعهد مقدس، وهذا الامر جعل الشباب يُدبر ولا يُقبل على الزواج بسبب الوضع الاقتصادي، كما جعل نسبة العنوسة بين الشباب والفتيات إلى ازدياد بسبب انصراف الفتاة إلى العمل وشعورها باستقلالية تغنيها عن الارتباط. وهنا تجدر الاشارة إلى ان معظم الزيجات التي تتم انما هي لشبان تخطوا العقد الثالث من فتيات في مقتبل العقد الثاني او ما دونه، وفي كثير من الاحيان ينتج عن ذلك حالات طلاق لأسباب عديدة في مقدمتها فوارق العمر والتفكير الناضج. وهذا الامر يقود إلى مشاكل اجتماعية متشعبة منها النظرة المجتمعية إلى المرأة المطلقة، ووضعها في اغلب الحالات في خانة العاهرة، وكذلك النظرة إلى الشاب المطلق والذي لديه اولاد ما يجعل فكرة ارتباطه بفتاة اخرى امر صعب ايضاً. ومن هنا يجب ان نضع معايير جديدة للتعاطي وان نبني جيلاً اكثر وعياً واكثر تواضعاً واكثر نضجاً، فناقوس الخطر يُدق بقوة ويجب علينا التحرك. 

وفي اشكالية أخرى وهي ملهمتي لكتابة هذه الاسطر هو تزايد حالات الانتحار بين الشباب، وهذا مرده إلى جميع الامور التي اسلفتها، فالشباب ضائع هائم على وجهه ولا يعرف اي مصير واي مستقبل ينتظره، وتزداد الصعاب عليه مع ارتفاع حدة التزمت المجتمعي من جهة وحدة الانفلات الاخلاقي من جهة اخرى مترافقة مع عدم وعي كاف حول الطب النفسي وعلاجاته للكثير من الحالات الموجودة، فيدفع الكبت والاحباط والاكتئاب الشاب او الفتاة إلى الانتحار بدلاً من المواجهة فيسقطون في زهرة ربيعهم ظناً منهم ان سرهم سيسقط معهم، الا ان الامر مغاير لتمنياتهم، إذ ان السر ينفضح وينتشر مترافقاً مع اشاعات كاذبة وتحقير واساءات تطالهم في قبرهم وتلاحق ذويهم حتى آخر حياتهم وتنغص عليهم عيشتهم. فيا اولي الالباب ارحمو من على الارض يرحمكم من في السماء، ويا ايتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية. فلنطلب جميعاً الراحة الابدية لنفس كل من رحل قتلاً او انتحاراً، ولنقم بدورنا في التوعية والتنوير لكي ننتشل مجتمعنا من الهاوية التي يسقط فيها..وفي النهاية اقول:" سلام على من اتبع الهدى .. حدود العلة بسم الله الرحمن الرحيم

وليد رتيب قرضاب
 

الثلاثاء، 23 فبراير 2016

في إيران يكرهوننا.. لأننا عرب

في خضم المعركة المستشرسة من قبل قلة حاقدة من اللبنانيين على مملكة الخير عادت بي ذاكرتي الى قبل عامين في مثل هذا الوقت .. كانت سماء الربيع في طهران تؤلف نجماً ونجمة وانا كنت انزل في احد فنادقها الفخمة (بارسيان آزادي) المملوك لنظام الملالي على مسافة قريبة من سجن ايڤين الذي يحكي قصة عن ظلامية من يدّعون انهم يحكمون باسم المهدي المنتظر عجل الله فرجه ليخلصنا من هكذا طغمة حاقدة..
هناك على بعد ساعات من التعذيب التقيت صدفة بحسناء شيرازية.. فتاة بعمر الورد وجنتيها بلون الزعفران وشعرها مغزول من شمس جمشيد على رمية حجر من جبل الله اكبر.. كنا مجموعة تضم كويتيين ومصريين ولبنانيين ..  طلبنا من الشيرازية الجميلة ان تجلس معنا في بهو الفندق لنتبادل اطراف الحديث ونتعرف اكثر على المجتمع الفارسي .. بدأنا بالتعارف .. هو عبد الغني من مصر .. هي حصة من الكويت.. انا وليد من لبنان !!! .. لا ادري ما الجريمة التي ارتكبتها حين قُلت من لبنان .. رمقتني الحسناء بنظرة غضب وقالت:" نحن لا نحب اللبنانيين .. حكومتنا تعطيهم اموالا كثيرة بينما نحن احق بها.. اللبنانيون حقيرون يأخذون مالنا".
انا صعقت بهذا الكلام.. وانتفضت لأوضح لها ما لا تعرفه .. قلت: ونحن ايضا لا نحب الايرانيين فحكومتهم تعطي فريقا منا اموالا طائلة ليقتل بها فريقا آخر بذريعة محاربة اليهود الاسرائيليين .. نحن لا نريد اموالكم .. انتم احق  ممن يستأثرون بها .. حبذا لو تنتفضون على حكومتكم لتمنع ارسال اموالكم الى فئة منا .. حينها سنحبكم أكثر..
نظرت الي الحسناء وابتسمت وقالت: حقاً انا آسفة لم اعرف ذلك .. كل ما نسمعه في اخبارنا ان حكومتنا تدفع اموالنا الى اللبنانيين .. حقا لا نعرف انها تذهب الى فئة دون اخرى..
انا بادلتها الابتسامة بمثلها.. وزدت عليها غمزة من عين محمرة من نظام يخنق هواء طهران في قمقم إيفين الاسود ويخنق هواء لبنان في قمقم الحقد الاعمى  وقمصانه السود. وقلت لها كلانا في خندق واحد اذاً .. تعالي نتحد وننتمي للثورة الخضراء.. وسننتصر ويعود لكم مالكم ولنا حريتنا.. ابديت لها اعجابي بشيراز مدينة الشعر والموسيقى والحب واهديتها بيت شعر اسميته "الى جميلتي الشيرازية"..  وغادرت بهو الفندق الكئيب الى غرفتي لأشاهد نشرة اخبار لبنان.. الغريب اني لم اجد قناة عربية واحدة .. سألت موظفي الاستقبال فقالوا انه ممنوع برمجة القنوات الفضائية بأمر من الأعلى.. فهمت ومضيت الى سريري اتصفح الانترنت .. غير مخول بالدخول .. خلدت الى النوم وانا اهذي بالديمقراطية.
في صباح اليوم التالي ذهبنا برحلة مبرمجة الى جمران حيث منزل الخميني مؤسس ما يعرف بالثورة الاسلامية.. وهي انقلاب على حكم الشاه رضا بهلوي.. شرحوا لنا مآثر الفقيد وحبه للعرب وكيف انه ادخل اللغة العربية لغة رسمية في الدستور واقنع شعبه أن يحبوا العرب  بعد ان حقنهم الشاه رضا بجرعة حقد صفوي تجاه كل من هو عربي .. حتى ان رضا بهلوي كان يطلق اسماء شخصيات عربية على كلابه حسبما فهمنا من المنظمين خلال زيارة تالية الى قصور الشاه في سعد آباد حيث كان بين المنطقتين مشهد اندماج سريالي بين الملوك والثوار الساعين الى المُلك بغطاء الدين والاسلام وهم لم يقبلوا ان يتلوا القرآن الا باللغة الفارسية.. كرههم للعرب لم يفلح اصرار الخميني ان يمحوه من نفوسهم..
قلنا وماذا في الأمر لهم ما يريدون فهم احرار مثلنا .. ولدتهم امهاتهم احرارا قبل ان تُخضعهم الثورة..
في المساء خطر لنا ان نذهب من دون مترجمين الى سوق تجريش الجميل المحاذي الى دربند المنطقة السياحية التي تصلك بأعلى جبال طهران المكللة بالثلوج..
في تجريش لم يهتم بنا احد من الباعة.. عرفونا عرباً فانصرفوا عنا ليلبوا طلبات بني قومهم .. يفهمون ما تقول بالعربية لكنهم يأبون ان يجيبوك على طلبك .. وعندما يعرفون انك عربي لا يتكلمون حتى بالإنجليزية.. هنا العنصرية والقومية تتجلى بأبهى حللها .. تحترمهم على تعصبهم لقوميتهم الفارسية لكنك لا تستطيع الا وان تحتقر تلك العنصرية وذاك الحقد الذي يشع من عيونهم فقط عندما يدركون انك عربي..
في برج الميلاد في طهران تجد نقوشأ واشكالا تعبر عن الفرس وعن بعض الاديان من الزردشتية الى اليهودية ولكنك لا ترى جملة عربية واحدة تدل على ان للقرآن الكريم اهمية بالنسبة لهم.. ففارس اهم من القرآن .. وقوروش كبير وداريوش اهم اليهم من رسولنا الأكرم عليه الصلاة والسلام. في خريطتهم الموجودة في متحف الدفاع المقدس مملكة البحرين ضمن امبراطوريتهم الكبيرة والخليج فارسي بالنسبة لهم.. يرفضون حتى ان يكون اسلامياً.
ان تزور ايران لا يكفي فقط ان تعرف جغرافيتهم وجمال بلدهم وسعيهم الدائم الى التطور ودقة التنظيم والهندسة لأعمالهم والتي تُرفع لها القبعة.. بل عليك ايضاً التسلل الى نفسيتهم .. هناك لا تستطيع ان ترى الا حقدا على العرب .. انهم يكرهوننا.. لكننا مهما فعلوا نحن عرب اقحاح ونبقى .. ولنا الفخر.. منا لهم كل الحب والاحترام فنحن قومٌ كرام وعاداتنا اكرام الناس وإن تمردوا. 

وليد قرضاب 

*ملاحظة: كتابة هذه السطور لا يعني التعميم فهناك اناس طيبيون استميحهم عذراً واحرص على صداقتي بهم.. ولم الق منهم سوى المودة والحب والاحترام.. ولكنني قبل كل شيء عربي الهوى والهوية عروبي الانتماء .. لهم مني كل الحب.


الاثنين، 28 ديسمبر 2015

ترانسفير سوري بمباركة ﴿عثمانية صفوية﴾.. والأسد يتغنى بالسيادة

اتفاق {الفوعة-الزبداني} الذي بدأ تنفيذ الخطوة الثانية والاخطر فيه سيكون عنوان بداية رسم خاطة التقسيم على الارض بعدما تم تقسيم النفوس السورية، التي منها من قضى نحبه ومنها من ينتظر براميل متفجرة منه هنا ام صواريخ وانتحاريين من هناك.
هذا الاتفاق الذي نفذته قوتان أجنبيتان على الارض السورية بغياب أصحاب الدار الذين طالما تغنوا بالسيادة، وأعني نظام الرئيس بشار الاسد، يشبه إلى حد بعيد سكين وزير الخارجية الاميركية هنري كيسنجر الذي حاول مرة مع إدارته تمزيق لبنان، والمشهد هنا بين الفوعة الزبداني إذ يذكر بتهجير المسيحيين من جبل لبنان الجنوبي لا سيما من قرى قضاء الشوف، حيث تجمع الجرحى والمقاتلين المسيحيين وقتذاك في عاصمة الإمراء في دير القمر، وجرت حملة غربية مسعورة بأنهم قد يتعرضون إلى إبادة وأن القوات الدرزية سيقصفون المدينة بمن فيها، فإنبرت إسرائيل إلى قيادة قافلة التهجير بغطاء جوي منها فيما تولى السوريون تأمين الغطاء البري تحت إدعاء المذبحة التي لم يكن أحداً ليفكر بها إلا كيسنجر والأسد الأب (حافظ الاسد) وأرييل شارون.
هذا الترانسفير الذي حصل من الجبل حينها كان قد حصل في مناطق أخرى كالبيروتين (الشرقية والغربية) وبعض قرى صيدا بإتجاه جزين، وبعض قرى الشمال بإتجاه ساحل المتن الشمالي، حتى باتت الكانتونتات الطائفية ظاهرة للعيان، وباتت الضاحية الجنوبية لبيروت تشبه الجناح الشيعي لمدينة تكسرت جميع أجنحتها فسقط طائر الفينيق قرب بوارج فرنسية واميركية أتت لتحمل من يريد الهجرة، (من المسيحيين). لكن تقسيم لبنان في النفوس لم ينجح كما على الارض، فكانت العودة ما ان سكت المدفع إرادة لجميع الفرقاء. وشتان ما بين دير القمر حيث عبق فخر الدين وبين والزبداني أو الفوعة.
إن عملية الترانسفير التي حصلت بالأمس والتي كان فيها الامن العام اللبناني بوسطة نقل بالعبور للمتغير الديموغرافي الهائل الذي حصل بتوافق {تركي عثماني} داعم لجبهة النصرة و{ايراني صفوي} داعم للمكون الشيعي السوري، سترسم خريطة سوريا المقسمة، بحيث تكرّس مناطق سيطرة المعارضة السنية في ادلب وحماة وحلب، والأكراد في والقامشلي والحسكة وكوباني و الخلافة الداعشية في دير الزور والرقة والدولة العلوية على الساحل وانكفاء الدروز إلى اجبل البازلت بعد نقل {جبل السماق} إلى جبل السويداء وتصبح دمشق عاصمة مركزية للجميع تستقبل قوافل التجار مع ضاحية شيعية في الزبداني قرب الحدود اللبنانية يكون سكانها من الفوعة وكفرية والنبل والزهراء ومن يُمنح الجنسية من الافغان والباكستانيين والإيرانيين تقديراً لدورهم في الحرب. اما الجولان المحتل فسيبقى محتلاً تحت قيادة إسرائيل برعاية القيصر الروسي الذي بارك تصفية كل من إعتبرته تل ابيب خطراً عليها. اما من خرج من سوريا هارباً من الحرب فليبق حيث هو، مواطناً من اصل سوري في اوروبا، أو لاجئاً في تركيا ولبنان والاردن. ومن يدري فقد يحدث ان تتطوع الأمم المتحدة إلى إنشاء {أنروا 2} وكالة جديدة لغوث وتشغيل اللاجئين السوريين، والله المستعان.

وليد قرضاب 

الكويت في 28 ديسمبر /كانون الاول 2015

الاثنين، 24 مارس 2014

.. الترهيب في مواجهة الإرهاب لا يجدي في مصر

 مجزرة قضائية غير مسبوقة في تاريخ البشرية، حتى في الدول التي تتبع المحاكم العسكرية والأحكام العرفية لم يصل عدد المحكومين في قضية واحدة إلى هذا العدد.
529 مصرياً أحيلت أوراقهم إلى المفتي، وهو تعبير مخفف لحكم الإعدام. أمرٌ معيب ومهين جداً في بلد ثار شعبه ضد الظلم والجور والتعسف. 
الحكم القضائي في مصر، أمس، سيفتح الباب أمام التساؤلات المشروعة وغير المشروعة: هل أعلن الجيش الأحكام العرفية ضمناً؟ وهل يطبق سياسة المحاكم العسكرية التي سادت أميركا الجنوبية في سنوات خلت؟ هل ينفع هذا الأسلوب في القضاء على الإرهاب؟ وكيف يُعرّف الإرهاب في ظل الدكتاتورية؟
من غير المقبول إنسانياً قتل هذا العدد من البشر فقط لأنهم أخطأوا عندما تسلّموا الحكم، فهؤلاء جاءوا إلى سدة الحكم في مصر بانتخابات ديموقراطية وتنافس حر. ثوار 25 يناير أتوا بالإخوان إلى سدة الحكم، ولم يأتوا بالإرهاب.
ورغم الاختلاف في العقيدة والأيديولويجيا والهدف مع الإخوان المسلمين، فإن أحداً لا يقبل بالمهزلة التي حصلت أمس، فهذه جريمة مكتملة الأوصاف إذا سار الحكم حتى نهايته، ومجزرة تستحق التوقف عندها كثيراً لمعاقبة ومحاسبة المسؤولين عنها، إن تمت.
الحديث عن أن الأحكام القضائية هي تمهيد لتنصيب وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي رئيساً لمصر عبر إفراغ البلد من المعارضين هو أيضاً خطأ فادح يعيد إلى الأذهان حقبة غير مستحبة من حكم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر عندما امتلأت السجون فيها بالمعارضين الإسلاميين والشيوعيين. فليس بهذه الطريقة يتم الحكم، خصوصاً في زمن الربيع العربي، وبعد ثورة 25 يناير 2011، فهذا النهج لم يعد ممكناً اليوم. وإن تمكّن، فهذا يعني أن مصر ذاهبة إلى الخراب. فالمعارضون لن يسكتوا وقد يحملون السلاح. وإن كان وصف الإخوان بالإرهاب تكتيكاً سياسياً، فهو سيصبح حقيقة مرة بعد هذه الأحكام التي وضعها البعض في خانة الترهيب للقضاء على الإرهاب. وهذا الأمر لا يجدي نفعاً، بل سيزيد من التطرف ومن الإرهاب.
منذ أيام، رئيس الوزراء الجزائري السابق وقائد الحملة الانتخابية للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وصف الربيع العربي بالحشرة. وقال إنهم مصممون على القضاء على تلك الحشرة. وهذا التصريح يدلل على أن الأنظمة العسكرية أو التي يدعمها العسكر لديها الوصف ذاته للربيع العربي وللثوار.
 ولكن حذار أيها الساعون إلى المجد على جثث الشعوب، فالحشرات تلسع وتميت قبل أن تموت، فكيف إذا كان شعباً عظيماً كشعب مصر.


وليد قرضاب 

الكويت في 24/3/2014 

الأربعاء، 12 فبراير 2014

بز جاكي والسيد ..جميلٌ يفرق عن جميل

اذاً هو بزٌ .. ماليء الدنيا وشاغل الناس .. بز جاكي شمعون الهارب من حصار الحمالات ليمرح على بياض الثلج الناصع الطاهر. 
جميلٌ هرب بجمال الهي .. ايقونة من الماس وضعت على الثلج وعكست خيوط الشمس الذهبية فالهبت آلاف اللبنانيين، فمنهم من رآها بطلة زادت من رفعة اسم لبنان الذي لطالما اعتبر المرأة ثورة في المجتمع.. ومنهم من سقط بفكره الى الاسفل .. فتلمس قضيبه المشلول وانزلق الى مفهوم العورة وبدأ يتحدث كالقحباء في العفة.
جميلٌ آخر هرب، هو المجرم الجاسوس جميل السيد، الذي تلطى بعبائة جزر الماريشال وتحصن دبلوماسياً ضد سجنه مجدداً بتهمة المشاركة في جريمة العصر واغتيال الرئيس رفيق الحريري.جزر الماريشال عرّت الماريشال السيد العاري اساساً من الاخلاق .. وعرت احزاب الممانعة المجرمة التي ترتكب الاهوال في سوريا.
للاسف خبر هروب جميل السيد لم يأخذ الصدى نفسه الذي اخذه خبر هروب بز جاكي شمعون ليتزلج على الثلج.. 
الجميل في الموضوع ان بز جاكي اصبح بزاً ممانعاً للجليد ومقاوماً للبرد، في بلد تدنت فيه حرارة الاخلاق السياسية والاجتماعية. 
جميلٌ هرب ليبصر النور ويمتع العالم.. وجميلٌ آخر هرب الى مزابل التاريخ في جزر الماريشال وشتان بين الجميلين.

وليد قرضاب 
الكويت في ١٢ فبراير قبل يومين من عيد الحب الذي تمثله جاكي وذكرى جريمة العصر التي ارتكبها جميل