اتفاق {الفوعة-الزبداني} الذي بدأ تنفيذ الخطوة الثانية والاخطر فيه سيكون عنوان بداية رسم خاطة التقسيم على الارض بعدما تم تقسيم النفوس السورية، التي منها من قضى نحبه ومنها من ينتظر براميل متفجرة منه هنا ام صواريخ وانتحاريين من هناك.
هذا الاتفاق الذي نفذته قوتان أجنبيتان على الارض
السورية بغياب أصحاب الدار الذين طالما تغنوا بالسيادة، وأعني نظام الرئيس
بشار الاسد، يشبه إلى حد بعيد سكين وزير الخارجية الاميركية هنري كيسنجر
الذي حاول مرة مع إدارته تمزيق لبنان، والمشهد هنا بين الفوعة الزبداني إذ
يذكر بتهجير المسيحيين من جبل لبنان الجنوبي لا سيما من قرى قضاء الشوف،
حيث تجمع الجرحى والمقاتلين المسيحيين وقتذاك في عاصمة الإمراء في دير
القمر، وجرت حملة غربية مسعورة بأنهم قد يتعرضون إلى إبادة وأن القوات
الدرزية سيقصفون المدينة بمن فيها، فإنبرت إسرائيل إلى قيادة قافلة التهجير
بغطاء جوي منها فيما تولى السوريون تأمين الغطاء البري تحت إدعاء المذبحة
التي لم يكن أحداً ليفكر بها إلا كيسنجر والأسد الأب (حافظ الاسد) وأرييل
شارون.
هذا الترانسفير الذي حصل من الجبل حينها كان قد حصل في مناطق
أخرى كالبيروتين (الشرقية والغربية) وبعض قرى صيدا بإتجاه جزين، وبعض قرى
الشمال بإتجاه ساحل المتن الشمالي، حتى باتت الكانتونتات الطائفية ظاهرة
للعيان، وباتت الضاحية الجنوبية لبيروت تشبه الجناح الشيعي لمدينة تكسرت
جميع أجنحتها فسقط طائر الفينيق قرب بوارج فرنسية واميركية أتت لتحمل من
يريد الهجرة، (من المسيحيين). لكن تقسيم لبنان في النفوس لم ينجح كما على
الارض، فكانت العودة ما ان سكت المدفع إرادة لجميع الفرقاء. وشتان ما بين
دير القمر حيث عبق فخر الدين وبين والزبداني أو الفوعة.
إن عملية الترانسفير التي حصلت بالأمس
والتي كان فيها الامن العام اللبناني بوسطة نقل بالعبور للمتغير
الديموغرافي الهائل الذي حصل بتوافق {تركي عثماني} داعم لجبهة النصرة
و{ايراني صفوي} داعم للمكون الشيعي السوري، سترسم خريطة سوريا المقسمة،
بحيث تكرّس مناطق سيطرة المعارضة السنية في ادلب وحماة وحلب، والأكراد في
والقامشلي والحسكة وكوباني و الخلافة الداعشية في دير الزور والرقة والدولة
العلوية على الساحل وانكفاء الدروز إلى اجبل البازلت بعد نقل {جبل السماق}
إلى جبل السويداء وتصبح دمشق عاصمة مركزية للجميع تستقبل قوافل التجار مع
ضاحية شيعية في الزبداني قرب الحدود اللبنانية يكون سكانها من الفوعة
وكفرية والنبل والزهراء ومن يُمنح الجنسية من الافغان والباكستانيين
والإيرانيين تقديراً لدورهم في الحرب. اما الجولان المحتل فسيبقى محتلاً
تحت قيادة إسرائيل برعاية القيصر الروسي الذي بارك تصفية كل من إعتبرته تل
ابيب خطراً عليها. اما من خرج من سوريا هارباً من الحرب فليبق حيث هو، مواطناً من اصل سوري في اوروبا، أو لاجئاً في تركيا ولبنان والاردن. ومن
يدري فقد يحدث ان تتطوع الأمم المتحدة إلى إنشاء {أنروا 2} وكالة جديدة
لغوث وتشغيل اللاجئين السوريين، والله المستعان.
وليد قرضاب
الكويت في 28 ديسمبر /كانون الاول 2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق