الخميس، 19 ديسمبر 2013

الممانعة وثقافة الاغتيالات .. فيروز ضحية

.. واذا نخنا تفرقنا بيجمعنا قلبك .. وحبة من ترابك بكنوز الدني .. بحبك يا لبنان يا وطني.. وبحبك يا فيروز يا وطني.
سوا ربينا.. سوا مشينا وسوا قضينا الصبح عمفرق دارينا.. وعالقهوة على المفرق .. وعلى طريق النحل وجسر اللوزية .. وعند عروس الجنوب .. وبالقدس العتيقة زهرة المدائن .. وفي مكة واهلها الصيد.. وفي الشام .. بالغار كللت ام بالنار يا شامُ.
لكل هذا واكثر، بحبك يا فيروز يا وطني،، يا وطني العابر للحدود والطوائف،، وطني العربي الاشمل وليس الهلال الخصيب فحسب .. وطن من نجد الى اللحد المحتضن آلاف الشهداء في فلسطين القضية والشعب والهوية .. والكرامة. 
بحبك يا فيروز يا وطني،، وإن كنتي تحبين غيري، وإن كنتي تحبين السيد حسن، لا ضير بذلك، فأنا احب السيد حسن ، كنت، توقفت اليوم عن الاستمرار في حبه ،، قد تكون فترة انقطاع مؤقتة او ابدية.. 
اسوارة العروس مشغولي بالذهب .. وتراب الجنوب مشغول بالعز، والسيد حسن ساهم كثيراً في هذا العز، شاء من شاء وابى من ابى.
.. اما بعد..
من حاول اغتيال فيروز اليوم ؟؟. الجواب واضح ولا حاجة لتقديم البينات الواضحات وضوح خيوط شمس كانون المنبثقة من بين الغيوم.
الدولة اللبنانية اغتالت فيروز.. الممانعة السورية اغتالت فيروز.. النظام السوري اغتال فيروز.. والامة العربية اغتالت فيروز.. حتى اوباما والاستخبارات العالمية والموساد تآمروا على اغتيال فيروز.
كيف ؟
جواب سهل الاجابة ايضاً، لم يكترث احد لفيروز.. لم يتعلم احد حب لبنان وحب الوطن العربي كما احبته فيروز.. الدولة اللبنانية، وزارة الثقافة اللبنانية التي يمكنها دفع الملايين لطباعة مجلدات انجازات الوزير لم يخطر ببالها انتاج اغاني فيروز،، حتى انها لم تكلف نفسها في السعي لحماية حقوق الملكية لأغاني فيروز.
عام ٢٠٠٨ شعرت انا شخصياً بالاهانة، فيروز تتعاقد مع وزارة الثقافة السورية لانتاج اغانيها ولحفض ارشيفها الفني،، ونشر صوت فيروز في العالم وحفظ الحقوق.. لكن حقوق من ؟؟ .. (الحقوق محفوظة لوزارة الثقافة السورية).
هذا هو عقد الذل والمهانة الذي وقعته فيروز بتآمر من الممانع الكبير والابن الضال زياد. 
يوم وقعت فيروز العقد في سوريا، فرط عقد اللولو، وكان اللبنانيون يقتلون بعضهم على الهوية في ٧ ايار المجيد، حسب تعبير حبيب السيدة فيروز. 
حبيب السيدة فيروز ساهم في تقسيم اللبنانيين،، هدم جسر العودة لتلاقي ابناء الوطن الواحد حينما ذهب ليقاتل (السنة) في سوريا، بحجة الدفاع عن السيدة زينب، التي يحبها السيد، ولم تكن فيروز لتغار منها،، لأنه وكما فيروز، فكلنا نحب زينب.
فيروز اعلنت حبها للسيد حسن ،، لم تعلن الولاء له،، ولم تعلن حبها لطاغية الشام بشار. رغم انه يتحكم بها في عقد الذل الموقع مع وزارة الثقافة السورية.
لزياد الرحباني ان يقول ما يشاء ،، فيروز لم تقل شيئاً ولن تقول.. جلّ ما قالته يوماً هو الايقونة التي تبقى،، كيف ما كنت بحبك بجنونك بحبك، واذا نحنا تفرقنا بيجمعنا قلبك .. بتسأل شو بني وشو الي ما بني ،، بحبك يا لبنان يا وطني. 
ومن جهتي انا اغني ،، بحبك يا فيروز_لبنان يا وطني.

وليد قرضاب 
الكويت في ١٩ ديسمبر/كانون الاول ٢٠١٣


الجمعة، 19 يوليو 2013

فلسطين بين الاغتصاب وحلم التحرير.. {جاء من يعرفك يا بلوط}

هل تفعل {العصابات} ما لم تقوى عليه الجيوش النظامية العربية ؟


قبل قرن تقريباً كانت فلسطين عربية من البحر إلى النهر.. اليوم فلسطين التاريخية على مرمى حجر من التهويد بعد استباحة آخر بقعة ضوء في بلد السلام وتحويلها إلى مستوطنات يقطنها متطرفين، لطالما كانت جذورهم مغمسة بدم اطفال الجليل. فكيف وهم ابناء العصابة التي اغتصبت يوماً فلسطين على مرأى من الامة العربية النائمة، على حد وصف غولدا مائير.
العصابة التي تشكلت في عام 1909 للدفاع عن حلم اليهود والصهيونية ومشروعها التوسعي اعتمدت اسلوب الارهاب ضد سكان البلاد الأصليين، فكانت في قمة الهمجية والوحشية عبر ارتكابها المجازر الجماعية ضد العرب في مقدمتها مذبحة عتيل عام 1938 ومذبحة الخصاص والعباسية عام 1947، وتفجير فندقي الملك داوود وسميرة أميس في القدس وقتل الأبرياء وغيرها.
الهاغانا، البالماخ ،الأرغون وجيش الدفاع الاسرائيلي، هي مسميات فقط للعصابة نفسها التي اعتمدت نفس المبادئ بأن مصير الشعب اليهودي يحسم بقوة السلاح العبري فوق أرض فلسطين، فارتكبت ابشع المجارز.
في المقابل، كانت الجيوش النظامية العربية تعدنا في كل لحظة بأن ساعة الصلاة في القدس قريبة، فكانت النكبة تلتها النكسة الاولى والثانية والثالثة، وما سمي بنصر اكتوبر عام 1973 ما هو الا نسكة ايضاً لوعد قطعته جيوش العرب النظامية باسترجاع فلسطين.
ستون في المئة من ميزانيات الدول العربية كانت تذهب للتسلح، تخزين السلاح وقمع الشعب وتجويعه وسجنه وسحقه، بحجة ان الانظمة الممانعة جُل اهتمامها واولوياتها هو استعادة فلسطين، ولا مكان قبل ذلك لشعارات الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
بعد ستون عاماً على الهزيمة امام العصابة الاسرائيلية دخلت الجيوش العربية النظامية بغيبوبة الممانعة، واصبح الجنود شرطة مرور وبوليس اشارة لجميع المارقين من الحكام الذين يسقطون اليوم واحداً تلو الآخر بعد سقوط القناع عن القناع. لكن بدلاً من التقاط الشعب العربي لأنفاسه، حلت منظمات مسلحة تطلق عليها لقب المقاومة، هدفها المعسول المعلن استعادة الحقوق، اما في باطنها فأفاعٍ سُمها قاتل لكل فكر غير فكرها ولكل قضية غير قضيتها المتسترة بغطاء الدين. فكانت القاعدة وحزب الله وحماس جماعة الاخوان، والنصرة.. فحي على الجهاد.
امس قال موشيه يعلون وزير الدفاع الاسرائيلي، {تسمية منمقة لعصابة الهاغانا}، قال ان منظمات ارهابية مسلحة ومدربة ستحل محل الجيوش العربية في السنوات المقبلة عند حدود اسرائيل. واعتبر ان هذه المنظمات مسلحة من اخمص قدميها حتى رأسها ويصعب لجمها، كما كان الامر مع الجيوش العربية بعد اكتوبر 1973، مشيراً ان على اسرائيل ملائمة نفسها مع الواقع الجديد.
الواقع الجديد هو ان عصابة القتل الصهيونية اصبحت في مواجهة وحرب عصابات مع جماعات متطرفة في المقلب الآخر، لديها عقيدة دينية، تقاتل بشراسة لتثبيت نفسها. هذه المنظمات نراها اليوم اقوى من الدول، حزب الله يخترق الهلال الخصيب، وحماس استقوت على السلطة واستباحت القطاع، والقاعدة والنصرة حربها مع الكبار فقط وتواجدها في كل الساحات على امتداد خطوط العرض والطول للكرة الارضية، وليس معلوماً اذا ما ستنافس يوما في الفضاء فتكون وراء الانفجار الكبير big bang.
اليوم {جاء من يعرف لك يا بلوط}، بحسب المثل السائد.. عصابة اسرائيل خائفة من عصابات نشأت وترعرعت على حدود فلسطين التاريخية.
بالأمس العصابات المتطرفة اغتصبت فلسطين.. فهل تستعيدها اليوم عصابات آخرى لا تقل تطرفاً؟. فيصدق محيي الدين ابن عربي في قصيدته الشهيرة وجاء فيها {.. ويؤم المسلمون القدس جيشاً}. لكن السؤال الذي يُطرح حينها، ما مصير كنسية المهد؟ هل ستهدم كالهيكل المزعوم فندخل حينها من جديدة في دوامة صموئيل هنتنغتون {صدام الحضارات}.

وليد قرضاب الكويت في 19/7/2013

الاثنين، 27 مايو 2013

صدق ابو هايل.. وقام الستين حقاً قام

من شهرين تقريباً خطفت اجري ونزلت علبنان،(بالطيارة طبعاً مش مشي)، حتى شوف اهلي والاصحاب واتمتع بكم يوم من ايام الربيع بمحاولة مني للهرب من الربيع العربي يلي ضيقلي خلقي عتكر ما في شغل وفي قتل ودمار.. 
المهم وبلا طول سيري ،، كان الوقت مناسب حتى التقى ناس عزيزين على قلبي واتبادل معهم الحديث حول آخر المستجدات (بصفتي صحافي ومطلع)، واكيد من بين الاشخاص يلي التقيتن كان جدي ابو هايل (والد امي) اطال الله بعمره مع دوام الصحة.
ابو هايل ، ذاك الثمانيني الذي يفتت الصخور بيديه رغم كبر سنه، صار يحكيني عن الوضع بلبنان وعن السياسيين والانتخابات، قلتلو جدي يمكن ما يصير انتخابات لأن ما في قانون ومختلفين والارثودكسي ما بيمشي لأن مطعون فيه وما حدا بدو ياه ،، فالاغلب انو ما في انتخابات.
جدي مستمع جيد، تركني خلص كلامي ورجع طلع فيي وقال:( ليك جدي مش تقول عم علم عليك، بس متل ما المسيح قام حقاً قام بالاسبوع الاول من نيسان رح قلك انو بآخر ايار رح تقول الستين قام حقاً قام..). بالطبع شتان ما بين قيامة السيد المسيح عليه السلام وبين قيامة قانون الستين المجحف بحق ابناء المسيح، كما يقولون.
اليوم هو الاسبوع الاخير من ايار.. صدق جدي الثمانيني، وصدقت بواحيره السياسية، ها هو الستين يقوم من جديد ويُبعث حياً لتجرى الانتخابات النيابية على اساسه في ١٦ حزيران.
الستين قام، الحكومة في غيبوبة، مجلس النواب المنتهية ولايته يلعب لعبة مين بيزيد، الشعب نائم (منذ ستين عاماً)، وحدها الفتنة يقضة،، لعن الله من ايقضها،، صواريخ من هنا وقنص من هناك واستعراضات سلفية من هنالك ،، وبين القصير والطويل هناك تجار دم بدأوا يعدون العدة لتجارتهم يجمعون الرؤوس الخاوية بالتحريض والطائفية وينادون بأعلى الصوت (عالسكين يا بطيخ،، عالستين يا بيطخ).
المهم، انا اليوم استمتع في غربتي في بلدي الثاني الكويت،، وبطيخ يكسر بعضو.

وليد قرضاب
الكويت  في اليوم الاول لقيامة قانون الستين الموافق فيه ٢٧ ايار من العام ٢٠١٣ لولادة السيد المسيح.