في خضم المعركة المستشرسة من قبل قلة حاقدة من اللبنانيين على مملكة الخير عادت بي ذاكرتي الى قبل عامين في مثل هذا الوقت .. كانت سماء الربيع في طهران تؤلف نجماً ونجمة وانا كنت انزل في احد فنادقها الفخمة (بارسيان آزادي) المملوك لنظام الملالي على مسافة قريبة من سجن ايڤين الذي يحكي قصة عن ظلامية من يدّعون انهم يحكمون باسم المهدي المنتظر عجل الله فرجه ليخلصنا من هكذا طغمة حاقدة..
هناك على بعد ساعات من التعذيب التقيت صدفة بحسناء شيرازية.. فتاة بعمر الورد وجنتيها بلون الزعفران وشعرها مغزول من شمس جمشيد على رمية حجر من جبل الله اكبر.. كنا مجموعة تضم كويتيين ومصريين ولبنانيين .. طلبنا من الشيرازية الجميلة ان تجلس معنا في بهو الفندق لنتبادل اطراف الحديث ونتعرف اكثر على المجتمع الفارسي .. بدأنا بالتعارف .. هو عبد الغني من مصر .. هي حصة من الكويت.. انا وليد من لبنان !!! .. لا ادري ما الجريمة التي ارتكبتها حين قُلت من لبنان .. رمقتني الحسناء بنظرة غضب وقالت:" نحن لا نحب اللبنانيين .. حكومتنا تعطيهم اموالا كثيرة بينما نحن احق بها.. اللبنانيون حقيرون يأخذون مالنا".
انا صعقت بهذا الكلام.. وانتفضت لأوضح لها ما لا تعرفه .. قلت: ونحن ايضا لا نحب الايرانيين فحكومتهم تعطي فريقا منا اموالا طائلة ليقتل بها فريقا آخر بذريعة محاربة اليهود الاسرائيليين .. نحن لا نريد اموالكم .. انتم احق ممن يستأثرون بها .. حبذا لو تنتفضون على حكومتكم لتمنع ارسال اموالكم الى فئة منا .. حينها سنحبكم أكثر..
نظرت الي الحسناء وابتسمت وقالت: حقاً انا آسفة لم اعرف ذلك .. كل ما نسمعه في اخبارنا ان حكومتنا تدفع اموالنا الى اللبنانيين .. حقا لا نعرف انها تذهب الى فئة دون اخرى..
انا بادلتها الابتسامة بمثلها.. وزدت عليها غمزة من عين محمرة من نظام يخنق هواء طهران في قمقم إيفين الاسود ويخنق هواء لبنان في قمقم الحقد الاعمى وقمصانه السود. وقلت لها كلانا في خندق واحد اذاً .. تعالي نتحد وننتمي للثورة الخضراء.. وسننتصر ويعود لكم مالكم ولنا حريتنا.. ابديت لها اعجابي بشيراز مدينة الشعر والموسيقى والحب واهديتها بيت شعر اسميته "الى جميلتي الشيرازية".. وغادرت بهو الفندق الكئيب الى غرفتي لأشاهد نشرة اخبار لبنان.. الغريب اني لم اجد قناة عربية واحدة .. سألت موظفي الاستقبال فقالوا انه ممنوع برمجة القنوات الفضائية بأمر من الأعلى.. فهمت ومضيت الى سريري اتصفح الانترنت .. غير مخول بالدخول .. خلدت الى النوم وانا اهذي بالديمقراطية.
في صباح اليوم التالي ذهبنا برحلة مبرمجة الى جمران حيث منزل الخميني مؤسس ما يعرف بالثورة الاسلامية.. وهي انقلاب على حكم الشاه رضا بهلوي.. شرحوا لنا مآثر الفقيد وحبه للعرب وكيف انه ادخل اللغة العربية لغة رسمية في الدستور واقنع شعبه أن يحبوا العرب بعد ان حقنهم الشاه رضا بجرعة حقد صفوي تجاه كل من هو عربي .. حتى ان رضا بهلوي كان يطلق اسماء شخصيات عربية على كلابه حسبما فهمنا من المنظمين خلال زيارة تالية الى قصور الشاه في سعد آباد حيث كان بين المنطقتين مشهد اندماج سريالي بين الملوك والثوار الساعين الى المُلك بغطاء الدين والاسلام وهم لم يقبلوا ان يتلوا القرآن الا باللغة الفارسية.. كرههم للعرب لم يفلح اصرار الخميني ان يمحوه من نفوسهم..
قلنا وماذا في الأمر لهم ما يريدون فهم احرار مثلنا .. ولدتهم امهاتهم احرارا قبل ان تُخضعهم الثورة..
في المساء خطر لنا ان نذهب من دون مترجمين الى سوق تجريش الجميل المحاذي الى دربند المنطقة السياحية التي تصلك بأعلى جبال طهران المكللة بالثلوج..
في تجريش لم يهتم بنا احد من الباعة.. عرفونا عرباً فانصرفوا عنا ليلبوا طلبات بني قومهم .. يفهمون ما تقول بالعربية لكنهم يأبون ان يجيبوك على طلبك .. وعندما يعرفون انك عربي لا يتكلمون حتى بالإنجليزية.. هنا العنصرية والقومية تتجلى بأبهى حللها .. تحترمهم على تعصبهم لقوميتهم الفارسية لكنك لا تستطيع الا وان تحتقر تلك العنصرية وذاك الحقد الذي يشع من عيونهم فقط عندما يدركون انك عربي..
في برج الميلاد في طهران تجد نقوشأ واشكالا تعبر عن الفرس وعن بعض الاديان من الزردشتية الى اليهودية ولكنك لا ترى جملة عربية واحدة تدل على ان للقرآن الكريم اهمية بالنسبة لهم.. ففارس اهم من القرآن .. وقوروش كبير وداريوش اهم اليهم من رسولنا الأكرم عليه الصلاة والسلام. في خريطتهم الموجودة في متحف الدفاع المقدس مملكة البحرين ضمن امبراطوريتهم الكبيرة والخليج فارسي بالنسبة لهم.. يرفضون حتى ان يكون اسلامياً.
ان تزور ايران لا يكفي فقط ان تعرف جغرافيتهم وجمال بلدهم وسعيهم الدائم الى التطور ودقة التنظيم والهندسة لأعمالهم والتي تُرفع لها القبعة.. بل عليك ايضاً التسلل الى نفسيتهم .. هناك لا تستطيع ان ترى الا حقدا على العرب .. انهم يكرهوننا.. لكننا مهما فعلوا نحن عرب اقحاح ونبقى .. ولنا الفخر.. منا لهم كل الحب والاحترام فنحن قومٌ كرام وعاداتنا اكرام الناس وإن تمردوا.
هناك على بعد ساعات من التعذيب التقيت صدفة بحسناء شيرازية.. فتاة بعمر الورد وجنتيها بلون الزعفران وشعرها مغزول من شمس جمشيد على رمية حجر من جبل الله اكبر.. كنا مجموعة تضم كويتيين ومصريين ولبنانيين .. طلبنا من الشيرازية الجميلة ان تجلس معنا في بهو الفندق لنتبادل اطراف الحديث ونتعرف اكثر على المجتمع الفارسي .. بدأنا بالتعارف .. هو عبد الغني من مصر .. هي حصة من الكويت.. انا وليد من لبنان !!! .. لا ادري ما الجريمة التي ارتكبتها حين قُلت من لبنان .. رمقتني الحسناء بنظرة غضب وقالت:" نحن لا نحب اللبنانيين .. حكومتنا تعطيهم اموالا كثيرة بينما نحن احق بها.. اللبنانيون حقيرون يأخذون مالنا".
انا صعقت بهذا الكلام.. وانتفضت لأوضح لها ما لا تعرفه .. قلت: ونحن ايضا لا نحب الايرانيين فحكومتهم تعطي فريقا منا اموالا طائلة ليقتل بها فريقا آخر بذريعة محاربة اليهود الاسرائيليين .. نحن لا نريد اموالكم .. انتم احق ممن يستأثرون بها .. حبذا لو تنتفضون على حكومتكم لتمنع ارسال اموالكم الى فئة منا .. حينها سنحبكم أكثر..
نظرت الي الحسناء وابتسمت وقالت: حقاً انا آسفة لم اعرف ذلك .. كل ما نسمعه في اخبارنا ان حكومتنا تدفع اموالنا الى اللبنانيين .. حقا لا نعرف انها تذهب الى فئة دون اخرى..
انا بادلتها الابتسامة بمثلها.. وزدت عليها غمزة من عين محمرة من نظام يخنق هواء طهران في قمقم إيفين الاسود ويخنق هواء لبنان في قمقم الحقد الاعمى وقمصانه السود. وقلت لها كلانا في خندق واحد اذاً .. تعالي نتحد وننتمي للثورة الخضراء.. وسننتصر ويعود لكم مالكم ولنا حريتنا.. ابديت لها اعجابي بشيراز مدينة الشعر والموسيقى والحب واهديتها بيت شعر اسميته "الى جميلتي الشيرازية".. وغادرت بهو الفندق الكئيب الى غرفتي لأشاهد نشرة اخبار لبنان.. الغريب اني لم اجد قناة عربية واحدة .. سألت موظفي الاستقبال فقالوا انه ممنوع برمجة القنوات الفضائية بأمر من الأعلى.. فهمت ومضيت الى سريري اتصفح الانترنت .. غير مخول بالدخول .. خلدت الى النوم وانا اهذي بالديمقراطية.
في صباح اليوم التالي ذهبنا برحلة مبرمجة الى جمران حيث منزل الخميني مؤسس ما يعرف بالثورة الاسلامية.. وهي انقلاب على حكم الشاه رضا بهلوي.. شرحوا لنا مآثر الفقيد وحبه للعرب وكيف انه ادخل اللغة العربية لغة رسمية في الدستور واقنع شعبه أن يحبوا العرب بعد ان حقنهم الشاه رضا بجرعة حقد صفوي تجاه كل من هو عربي .. حتى ان رضا بهلوي كان يطلق اسماء شخصيات عربية على كلابه حسبما فهمنا من المنظمين خلال زيارة تالية الى قصور الشاه في سعد آباد حيث كان بين المنطقتين مشهد اندماج سريالي بين الملوك والثوار الساعين الى المُلك بغطاء الدين والاسلام وهم لم يقبلوا ان يتلوا القرآن الا باللغة الفارسية.. كرههم للعرب لم يفلح اصرار الخميني ان يمحوه من نفوسهم..
قلنا وماذا في الأمر لهم ما يريدون فهم احرار مثلنا .. ولدتهم امهاتهم احرارا قبل ان تُخضعهم الثورة..
في المساء خطر لنا ان نذهب من دون مترجمين الى سوق تجريش الجميل المحاذي الى دربند المنطقة السياحية التي تصلك بأعلى جبال طهران المكللة بالثلوج..
في تجريش لم يهتم بنا احد من الباعة.. عرفونا عرباً فانصرفوا عنا ليلبوا طلبات بني قومهم .. يفهمون ما تقول بالعربية لكنهم يأبون ان يجيبوك على طلبك .. وعندما يعرفون انك عربي لا يتكلمون حتى بالإنجليزية.. هنا العنصرية والقومية تتجلى بأبهى حللها .. تحترمهم على تعصبهم لقوميتهم الفارسية لكنك لا تستطيع الا وان تحتقر تلك العنصرية وذاك الحقد الذي يشع من عيونهم فقط عندما يدركون انك عربي..
في برج الميلاد في طهران تجد نقوشأ واشكالا تعبر عن الفرس وعن بعض الاديان من الزردشتية الى اليهودية ولكنك لا ترى جملة عربية واحدة تدل على ان للقرآن الكريم اهمية بالنسبة لهم.. ففارس اهم من القرآن .. وقوروش كبير وداريوش اهم اليهم من رسولنا الأكرم عليه الصلاة والسلام. في خريطتهم الموجودة في متحف الدفاع المقدس مملكة البحرين ضمن امبراطوريتهم الكبيرة والخليج فارسي بالنسبة لهم.. يرفضون حتى ان يكون اسلامياً.
ان تزور ايران لا يكفي فقط ان تعرف جغرافيتهم وجمال بلدهم وسعيهم الدائم الى التطور ودقة التنظيم والهندسة لأعمالهم والتي تُرفع لها القبعة.. بل عليك ايضاً التسلل الى نفسيتهم .. هناك لا تستطيع ان ترى الا حقدا على العرب .. انهم يكرهوننا.. لكننا مهما فعلوا نحن عرب اقحاح ونبقى .. ولنا الفخر.. منا لهم كل الحب والاحترام فنحن قومٌ كرام وعاداتنا اكرام الناس وإن تمردوا.
وليد قرضاب
*ملاحظة: كتابة هذه السطور لا يعني التعميم فهناك اناس طيبيون استميحهم عذراً واحرص على صداقتي بهم.. ولم الق منهم سوى المودة والحب والاحترام.. ولكنني قبل كل شيء عربي الهوى والهوية عروبي الانتماء .. لهم مني كل الحب.