الاثنين، 24 مارس 2014

.. الترهيب في مواجهة الإرهاب لا يجدي في مصر

 مجزرة قضائية غير مسبوقة في تاريخ البشرية، حتى في الدول التي تتبع المحاكم العسكرية والأحكام العرفية لم يصل عدد المحكومين في قضية واحدة إلى هذا العدد.
529 مصرياً أحيلت أوراقهم إلى المفتي، وهو تعبير مخفف لحكم الإعدام. أمرٌ معيب ومهين جداً في بلد ثار شعبه ضد الظلم والجور والتعسف. 
الحكم القضائي في مصر، أمس، سيفتح الباب أمام التساؤلات المشروعة وغير المشروعة: هل أعلن الجيش الأحكام العرفية ضمناً؟ وهل يطبق سياسة المحاكم العسكرية التي سادت أميركا الجنوبية في سنوات خلت؟ هل ينفع هذا الأسلوب في القضاء على الإرهاب؟ وكيف يُعرّف الإرهاب في ظل الدكتاتورية؟
من غير المقبول إنسانياً قتل هذا العدد من البشر فقط لأنهم أخطأوا عندما تسلّموا الحكم، فهؤلاء جاءوا إلى سدة الحكم في مصر بانتخابات ديموقراطية وتنافس حر. ثوار 25 يناير أتوا بالإخوان إلى سدة الحكم، ولم يأتوا بالإرهاب.
ورغم الاختلاف في العقيدة والأيديولويجيا والهدف مع الإخوان المسلمين، فإن أحداً لا يقبل بالمهزلة التي حصلت أمس، فهذه جريمة مكتملة الأوصاف إذا سار الحكم حتى نهايته، ومجزرة تستحق التوقف عندها كثيراً لمعاقبة ومحاسبة المسؤولين عنها، إن تمت.
الحديث عن أن الأحكام القضائية هي تمهيد لتنصيب وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي رئيساً لمصر عبر إفراغ البلد من المعارضين هو أيضاً خطأ فادح يعيد إلى الأذهان حقبة غير مستحبة من حكم الزعيم الراحل جمال عبدالناصر عندما امتلأت السجون فيها بالمعارضين الإسلاميين والشيوعيين. فليس بهذه الطريقة يتم الحكم، خصوصاً في زمن الربيع العربي، وبعد ثورة 25 يناير 2011، فهذا النهج لم يعد ممكناً اليوم. وإن تمكّن، فهذا يعني أن مصر ذاهبة إلى الخراب. فالمعارضون لن يسكتوا وقد يحملون السلاح. وإن كان وصف الإخوان بالإرهاب تكتيكاً سياسياً، فهو سيصبح حقيقة مرة بعد هذه الأحكام التي وضعها البعض في خانة الترهيب للقضاء على الإرهاب. وهذا الأمر لا يجدي نفعاً، بل سيزيد من التطرف ومن الإرهاب.
منذ أيام، رئيس الوزراء الجزائري السابق وقائد الحملة الانتخابية للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة وصف الربيع العربي بالحشرة. وقال إنهم مصممون على القضاء على تلك الحشرة. وهذا التصريح يدلل على أن الأنظمة العسكرية أو التي يدعمها العسكر لديها الوصف ذاته للربيع العربي وللثوار.
 ولكن حذار أيها الساعون إلى المجد على جثث الشعوب، فالحشرات تلسع وتميت قبل أن تموت، فكيف إذا كان شعباً عظيماً كشعب مصر.


وليد قرضاب 

الكويت في 24/3/2014 

الأربعاء، 12 فبراير 2014

بز جاكي والسيد ..جميلٌ يفرق عن جميل

اذاً هو بزٌ .. ماليء الدنيا وشاغل الناس .. بز جاكي شمعون الهارب من حصار الحمالات ليمرح على بياض الثلج الناصع الطاهر. 
جميلٌ هرب بجمال الهي .. ايقونة من الماس وضعت على الثلج وعكست خيوط الشمس الذهبية فالهبت آلاف اللبنانيين، فمنهم من رآها بطلة زادت من رفعة اسم لبنان الذي لطالما اعتبر المرأة ثورة في المجتمع.. ومنهم من سقط بفكره الى الاسفل .. فتلمس قضيبه المشلول وانزلق الى مفهوم العورة وبدأ يتحدث كالقحباء في العفة.
جميلٌ آخر هرب، هو المجرم الجاسوس جميل السيد، الذي تلطى بعبائة جزر الماريشال وتحصن دبلوماسياً ضد سجنه مجدداً بتهمة المشاركة في جريمة العصر واغتيال الرئيس رفيق الحريري.جزر الماريشال عرّت الماريشال السيد العاري اساساً من الاخلاق .. وعرت احزاب الممانعة المجرمة التي ترتكب الاهوال في سوريا.
للاسف خبر هروب جميل السيد لم يأخذ الصدى نفسه الذي اخذه خبر هروب بز جاكي شمعون ليتزلج على الثلج.. 
الجميل في الموضوع ان بز جاكي اصبح بزاً ممانعاً للجليد ومقاوماً للبرد، في بلد تدنت فيه حرارة الاخلاق السياسية والاجتماعية. 
جميلٌ هرب ليبصر النور ويمتع العالم.. وجميلٌ آخر هرب الى مزابل التاريخ في جزر الماريشال وشتان بين الجميلين.

وليد قرضاب 
الكويت في ١٢ فبراير قبل يومين من عيد الحب الذي تمثله جاكي وذكرى جريمة العصر التي ارتكبها جميل