الثلاثاء، 28 فبراير 2012

100 % نقية.. سمنة الثورة الحلوب

منذ يومين وانا ارندح لا شعورياً موسيقى اعلان سمعته منذ الصغر يقول {مية بالمية سمنة نقية سمنة البقرة الحلوب}، قد تضحكون ضحكاً عظيماً عليَّ.. ولكن انا على يقين انكم ستحزنون حزناً اعظم عندما تعرفون الدافع.
في 24 فبراير اصدرت اللجنة العليا للانتخابات في اليمن نتيجة الانتخابات الرئاسية على المرشح الوحيد عبد ربه منصور هادي بنسبة 99.8 بالمائة من اصوات الناخبين.
وبعد يومين من هذا الاعلان اتحفنا السفاح السوري بشار الاسد بدستوره المفصل على قياسه سلفاً بأرقام خيالية هي ان 58 في المائة صوتوا على الدستور وجاءت النتيجة بموافقة 89.4 في المائة.. ارقام فعلاً مذهلة.. مثيرة للاشمئزاز.. فعلى صوت آلة القتل نال الاسد حصة الاسد من المؤيدين، فكيف إذا كانت السماء زرقاء صافية!.
ولم يتعلم اليمنيون من ان نتيجة الـ 99.99 في المائة لم تجلب سوى الدمار ولخراب والتخلف والفقر والرجعية للشعب الذي اخيراً قرر ان يثور لاسترجاع صوته المصادر في اقبية التزوير أو من على دولاب التعذيب في اقبية المخابرات؟.
سخيفة هي لجان الانتخابات المستقلة في حكم الانظمة الشمولية. والاسخف منها مسارعة الدول التي تعد نفسها ديمقراطية إلى الترحيب بالنتائج.
وسخيف هو الشعب الذي ذهب واقترع في صندوق القتل والاجرام، واعطى الشرعية لفاقديها وبرر لهم جرائم الابادة.
وأخيراً، من اقواله المأثورة، قال العقيد الليبي المقتول معمر القذافي ان الثورة هي انثى الثور.. فعلاً صدق هذا الطاغية الفذ.. الثورة في عالمنا العربي هي انثى الثور.. وحليبها يفور فيغرق الارض حليباً احمراً قاني هي دماء الاحرار الدسمة التي لم يعد يتسع لها اديم الارض ففاضت انهرا.
نقول للطغاة ان نتائج استفتائاتهم وانتخاباتهم المزورة والتي تبقيهم على كراسي الحكم هي ارقام لا تساوي فرنكاً.. فيما الدماء سستحمر احمراراً وتطفو قشوتها على الوجه دسماً ينبت العشب الاخضر في ربيع العرب وربيع العقول.. لهؤلاء نقول نعم هي مية بالمية نقية.. سمنة الثورة الحلوب.    




وليد قرضاب

الأربعاء، 22 فبراير 2012

ثار العرب.. فحَكَمَ المهيطل

.. {واضرب عدوك بي .. فانت الآن حرٌ وحرٌ وحرُ..}، هي كلمات من شعر عربي عاشق الحرية.. لكن في النهاية يبقى حديث الصالونات الثقافية ولا يخرج إلى الشعبية حتى ولو لُحِّن وصار أغنية، فحتماً هذه الاغنية لن يرقص عليها احدٌ الا في ساحات الثورة، وعند العودة إلى المضاجع يعود شعبولا هو الفنان الاسطورة و {انا بكره اسرائيل} أو {انا بحب الرئيس}.
هذا باختصار حال الثورة وثوار الربيع العربي الذين دُجِّنوا إلى درجة انهم لا يستطيعون العيش في ظل الحرية، ولا يعرفون كيف يمارسون حريتهم، والمضحك المبكي ان اكثر من نصف الثائرين على الديكتاتور يرغبون في حكم الرجل القوي ولا يريدون حكماً تعددياً فيه مشاركة لأحزاب وتداول للسلطة.. إذاً لماذا قمنا بالثورة ؟.
من بيروت إلى تونس إلى القاهرة إلى اليمن إلى ليبيا إلى دمشق إلى بغداد إلى بيروت شعبٌ واحد يموت.. ولا يعرف كيف يعيش حراً..
بعد ثورة الارز عام 2005 تفائلت بالخير بأن نبني وطناً لكن للأسف لم أجده، فصناديق الاقتراع انتجت نفس المشهد الفاسد والمقيت .. وفي تونس ايضاً جاءت الرياح بما لم تشته سفن الحرية، وفي القاهرة تمخض النيل فأنتج سلفاً.. وفي ليبيا الامر نفسه إذ ان ممارسات الثوار حتى الآن هي نسخة طبق الاصل من ممارسات زبانية القذافي المقتول.. وفي اليمن الشعب صادق على تعيين رئيس، ولكن ممارسات المعارضة في ساحات الحرية كانت تشبه كل شيئ الا الحرية، فالاخوان اعتدوا على الليبراليين وعلى الحوثيين وعلى الزيديين وكفروا المثقفين تماماً كما كان يفعل نظام الغير مأسوف عليه علي عبدالله صالح، وفي النهاية عندما تجري الانتخابات البرلمانية في صنعاء سيأتي إلى البرلمان نوابُ يقيمون الصلاة في كل لحظة ولا مكان للتشريع ولا للحريات أو معالجة شؤون المواطن ..
الحق على الطليان؟.. طبعاً لا، الحق على الانظمة السابقة ؟؟ قطعاً لا، الحق على المجتمع ؟.. فيها وجهة نظر قد يكون المجتمع مقصراً لكن في النهاية الحق هو على الفرد على الانسان الذي ميزه الله عن بقية المخلوقات بالعقل والادراك لكنه ابى ان يستعمل عقله وفضل اعتناق شعار {المهيطل يا بلاش واحد غيرو مينفعناش}.. فاهلا بحكم المهيطل الجديد.


وليد قرضاب

السبت، 11 فبراير 2012

عورتي سَرَقت ثورتي

انا العربي.. أنا الأبي .. انا الذي كسرت الصمت كي أحيا..
انا الذي ملأت الساحات صخباً كي أنال حريتي واسترد كرامتي وأُمتي ..
أنا العربي الذي تحدثت عنه الامم .. الاعراب والعجم.. أنا الذي أديم الارض ارتوى من نزف دمي..
ولكن.. يا خجلي.. فأين اذهب من ولدي عندما يسألني {لماذا} قُتل أخي.. لماذا سُحلت أختي.. وأغتُصبت.. ولماذا هذا الجرح فوق يدي.
.. يا وجعي من حزن الامهات الثكالى.. والايتام.. ويا ألمي على مشاهد الدمار التي دفعت الاجيال المقبلة ثمناً لإعادة بنائها..
ماذا سأقول .. وأي جواب لا يُقنع .. واي محاولة للهروب ستكون فاشلة.. لأن صوت ولدي سيبقى يلاحقني بعذاب الضمير عندما ارى نفسي دون حرية ودون كرامة من جديد.. ودون حقوقي بالعيش كإنسان.. عندما ارى نفسي مرؤساً من حفنة متسلقين.. جئت بهم من مستنقع التاريخ ليحكموني بإسم الله تارة وتارة بأسم الرسول.
ماذا اقول لأبنتي التي ستُمنع من ارتداء ثوب ابتاعته لأنه غير مطابق {لشريعتهم}، أو لحفيدي الذي سمع صوت القيثارة فتعلم العزف عليها ومُنع بإسم الحلال والحرام.. وقتل بإسم التكفير.
ماذا  اقول لضميري عندما ارى النساء مجرد جاريات في بيوتهن.. واشباح سود إذا ما اردن الخروج أو فتحن ابواب النوافذ، وهن اللواتي كن معي في ساحات الحرية.
هل اقنع نفسي بجهلهم واقول ان المرأة عورة تجلب العار!! وان الحرية الحمراء التي قرعت بابها بيدي المضرجة بالدماء هي صنيعة الشيطان ان ناديت بها لا أدخل الجنة!..
هل اناور في الاجابة وابحث عن ذرائع وحجج لأبرر الواقع.. أم ستتملكني الشجاعة لأقر بغلطتي وأقول ان ربيع الثورة قتله تخلفي وخريف عقلي وافكاري البالية وانانيتي ونرجسيتي وتكبري.. واعترف أمام الله ان {عورتي سَرَقت ثورتي} وليس احدٌ آخر..

w.k

الخميس، 9 فبراير 2012

لماذا كعك طيب ؟

في خضم الاحداث التي تشهدها الامة العربية من ربيع وخريف وشتاء وصيف تحت سقف واحد، كان لا بد من مواكبة ما يجري وسيجري في هذا العالم العربي الذي تثور فيه النُخب والادمغة ويأتي الجهل ليقطف ثمار الثورة.. في ظل هذا الواقع تأتي مدونة {كعك طيب} مدونة ناقدة وساخرة.
لماذا {كعك طيب}، بكل صراحة لأن الكعك طيب، ولأن اطيب الكعك هو ابو عرب .. والعرب يعيشون على الامجاد وعلى العك والكعك.. ولطالما ارتبط الكعك وبائعوه بفوبيا المخابرات والعيون السرية للانظمة البالية في عالمنا الهزيل والتي نثور عليها لنمحيها من الوجود، الا اننا نعود فنصنع مثلها نسخة طبق الاصل .. كل هذا لأننا تعودنا على الكعك ولا يمكننا ان نحيا من دونه .. ليصح فينا مقولة {بالكعك وحده يحيا الانسان العربي}.. كعك كععععععععععععععععك.
ولتطهير الفم بعد اكل الكعك معنىً آخر.. وخصوصاً تطهير الالفاظ العربية التي نسمعها بكثرة في هذا العصر .. ونمضغ منها ما لذَّ وطاب..
الشعب العربي يطالب بالتطهير .. ونراه يشتم الآخر ويخوِّنه ويتير النعرات ولا يترك ستراً الا ويفضحه.. لهذا الشعب العربي اقول .. نصيحة تناول الليسترين وطهر نيعك قبل ان تطالب بتطهير بلدك من الحثالة.. كي لا تستبدل حثالة بأخرى.
 w.k