السبت، 11 فبراير 2012

عورتي سَرَقت ثورتي

انا العربي.. أنا الأبي .. انا الذي كسرت الصمت كي أحيا..
انا الذي ملأت الساحات صخباً كي أنال حريتي واسترد كرامتي وأُمتي ..
أنا العربي الذي تحدثت عنه الامم .. الاعراب والعجم.. أنا الذي أديم الارض ارتوى من نزف دمي..
ولكن.. يا خجلي.. فأين اذهب من ولدي عندما يسألني {لماذا} قُتل أخي.. لماذا سُحلت أختي.. وأغتُصبت.. ولماذا هذا الجرح فوق يدي.
.. يا وجعي من حزن الامهات الثكالى.. والايتام.. ويا ألمي على مشاهد الدمار التي دفعت الاجيال المقبلة ثمناً لإعادة بنائها..
ماذا سأقول .. وأي جواب لا يُقنع .. واي محاولة للهروب ستكون فاشلة.. لأن صوت ولدي سيبقى يلاحقني بعذاب الضمير عندما ارى نفسي دون حرية ودون كرامة من جديد.. ودون حقوقي بالعيش كإنسان.. عندما ارى نفسي مرؤساً من حفنة متسلقين.. جئت بهم من مستنقع التاريخ ليحكموني بإسم الله تارة وتارة بأسم الرسول.
ماذا اقول لأبنتي التي ستُمنع من ارتداء ثوب ابتاعته لأنه غير مطابق {لشريعتهم}، أو لحفيدي الذي سمع صوت القيثارة فتعلم العزف عليها ومُنع بإسم الحلال والحرام.. وقتل بإسم التكفير.
ماذا  اقول لضميري عندما ارى النساء مجرد جاريات في بيوتهن.. واشباح سود إذا ما اردن الخروج أو فتحن ابواب النوافذ، وهن اللواتي كن معي في ساحات الحرية.
هل اقنع نفسي بجهلهم واقول ان المرأة عورة تجلب العار!! وان الحرية الحمراء التي قرعت بابها بيدي المضرجة بالدماء هي صنيعة الشيطان ان ناديت بها لا أدخل الجنة!..
هل اناور في الاجابة وابحث عن ذرائع وحجج لأبرر الواقع.. أم ستتملكني الشجاعة لأقر بغلطتي وأقول ان ربيع الثورة قتله تخلفي وخريف عقلي وافكاري البالية وانانيتي ونرجسيتي وتكبري.. واعترف أمام الله ان {عورتي سَرَقت ثورتي} وليس احدٌ آخر..

w.k

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق